شفاه بلون الكرز الفصل العاشر

البارت العاشر :~ "أوووووووبا ؟!!...أوبا؟!!" صرخت يونا في وجه جيون مستفهمة عن ما حدث في ذالك السمر فها هما الفتيات في الخيمة إجتمعن أخيراً بعد يومِ شاق مخيف من القصص تحت غطاء دافئ وقاهن البعوض والبرد .. "أجل..يونا ..لقد ذهلت مثلك عندما رأيته في أول محاضرة لنا .." "جيون..أعتقد بأننا لم نصبح صديقات حقاً حتى الآن ..فأنا لا أعرف عنكِ شئ يا فتاة" ردت جيون بإبتسامة بريئة "وأنا أيضا يا فتاة .." ثم ضحكتا ... في مكان آخر من الخيمة تمددت يوري متلحفة بغطائها الخاص إذ لم تعتد أن يشاركها أي شخص غطائها منذ الصغر..إتخذت من حافة الخيمة مكاناً لها وبجانبها سولي التي غطت بالنوم العميق مبتسمة الثغر فهي لم تستمتع في حياتها كاليوم من قصص الرعب التي تعشقها إلى إعترافها بالحب .. ("أوبا ..أوبا إنني خائفة ") .."أهذا ما تفوهت به جيون ...حقا؟!!..أجل إنه هذا " رفعت يوري رأسها قليلاً تنظر إلى جيون ويونا يتسامران بسعادة .. "جيونا ..أأنتي بخير يا عزيزتي ؟...اهدئي ..اهدئي الآن فأوبا هنا سيحميكِ دوماً .." لما قال معلمنا بأنه سيحمي جيون؟!!!.. جيون فقط من سيحميها ألم يراني أنا أيضاً أرجف بجانبها.. إنه حتى لم ينظر لأحدٍ غيرها .. وبعد كل ذالك قال "ليذهب كل واحدٍ منكم إلى فراشه ..؟!" ألا تشعر بأنه يدين لنا بإستفسار لهذه العلاقة الغريبة .. وما يشيطني غيضاً إحتضانه لجيون حتى هدأت ثم بعث بها إلى فراشها وغطاها بغطائه .. رغم أنها رفضته إلا أن غضبي لم يخمد حتى الآن .. لما كل هذا يحدث ..وجيون صديقتي ..؟ أجل صديقتي ..لقد أخبرتني بأنها لا تحب أحداً لكن ما هذا ... نيكون أووووبا...أوبا؟!! آآآآآهـــ رأسي ...رأسي ...يكاد ينفجر . "يونا ...لما أنتي صامته ؟!!..أخبريني كيف فقدتي والداكِ ؟" صمتت جيونا قليلا تنظر إلى ملامح يونا الغارقة بالحزن ثم أكملت .."يــــــــ...ونا ...عزيزتي ..هل أحزنكِ سؤالي ؟" ضربت يونا كف جيون بأصابعها وإبتسامته تشرق على وجهها رغم البؤس الذي إمتلئت به عيناها وقالت :"جيون ..لقد إنتظرت من أفتح له قلبي..فلقد تعب من حمله ..فهل تحملين حمله عني ..صديقتي؟" نظرت لها جيون بنظرات قوية تدعم بذالك صديقتها فقالت بمرح "بالطبع فأنا كما تعلمين أول صديقاتك" شعرت يونا بالقوة المستمدة من كلمات جيون فقالت "والدي..لا أعلم أين هم الآن.." "هل هاجرا؟.." تبسمت يونا بمرارة وقالت تجيب "لا ..بل أنا من أختطفت ..." نهضت جيون وجلست وصوتها العالي يصرخ "ماذا ..لما ؟" يونا بإصبعها تشير "أوووووش " وبصوت خفيض أكملت "الفتيات نائمات " جيون بخجل تمددت على بطنها بجانبها وقالت "أكملي ..." "كنت بالمرحلة الثانوية عندما إختطفت من رجل كان صديقا لأبي بعد أن أقنعني بالذهاب معه لطلب من والدي ..." جيون بفضول "وأين ذهبتما ؟.." "اليابان ...لقد ذهبنا إلى هناك ..وبعد وصولنا اتضحت نواياه وأنه يريد أن يتزوجني " "وأنتي ماذا فعلتي يونا بعد أن علمتي بذالك؟" "بالطبع لم أوافق وحاربته بكل الطرق ولكن ...لم يكن أمامي إلا أن أطيعه فأنا مازلت صغيرة لا أعرف شئ ..وخاصة في بلد غريب ليست بلدي .." جيون مستفهمة والغضب كسا وجهها "وهل تزوجتي منه؟" ضحكت يونا وكأنها بذالك ستمنع دمعتها التي سقطت بحرارة على وجنتها إلى أن إستقرت على ظهر كفها .. "أجل..فعلت هذا يا صديقتي..لقد حبسني وقام بضربي ..منع عني جميع الهواتف وضيق علي الحصار ..أصبحت كالمسوخ..حتى الموت حرم علي ... وأحيانا ..يحتجزني بخزانة ملابسه حتى الصباح .." رفعت عن معصمها لتُري جيون آثار الضرب والحرق ثم أكملت "أتعتقدين بأن فتاة كتلك لديها رأي .." مياه مالحة غادرت عيون جيونا وهي تواسي صديقتها تحتضنها تارة وتبتسم لها بمرارة تارة أخرى حتى هدأت يونا لتقول جيون غاضبة "لو رأيت ذالك الأحمق للقنته ضرباً بمرحُ ..آهـ ليتي أراه فقط " ضحكت يونا بمرح ثم قالت لن تستطيعين  فهو رجل لا يدخل من هذا الباب "  وإصبعها يشير إلى باب الخيمة المفتوح ينفثوا عليهم بنسيم الليل البارد .. نظرت جيون وقالت "ولما فعل كل هذا؟!!" "لينتقم من أبي بعد أن تزوج حبيبته ..أجل فهذا الرجل أحب أمي كثيراً لكن لم يخبرها بهذا قط " "ما هذا الرجل الأحمق يدمر عائلة كاملة بسبب حبه الذي لم يبح به أصلا ؟" قالت يونا "أجل ..إنه رجل مجنون ويفعل الكثير ..فدائما ما يقول لي بأن والدي الذي أخذ الفرصة منه ..لو أنه لم يتقدم لوالدتي لما كانت الآن قد أنجبتني .. فأنا إبنة أبي ..آهـ مجنون " بخجل قالت جيون " وهل اعتدى عليك؟.." يونا بسعادة "هذا الشئ الوحيد الذي تمكنت من حمايته ..فأنا عذراء يا صديقتي " صرخت جيون بسعادة وقالت "أجل ..هذا ما يهم أنك فررتي من قبضته ..وستبدئين بعلاقة رائعة من تيكيون ..إنه فتاً رائع ويحبكِ كثيراً ..لتنسي المرارة يا صديقتي ..ولتعيشين بسعادة" "أجل ..هذا ما أنا بصدده ووالدي سأعثر عليهما ..ونسيت أن أخبركِ بعد أن أستطعت العودة إلى كوريا أبلغت رجال الشرطة بما فعله معي وألقوا القبض عليه وحكم بالسجن عشر سنوات ..بما أن عليه أيضا جريمتي قتل وسرقه " "هذا رائع يونا ..لن تخافين أبداً ." "والآن جيون أخبريني ..أتحبين المعلم نيكون ؟!!" جيون تتنهد "آآآهـ يا صديقتي ..إنني ثملة حبه ..ولكن ..." "ولكن ؟!!.... ماااااذا ألا يحبك؟" "بلا يحبني ولكن ليس أنا بل شخصيتي الوهمية ...صديقة المراسلة البريدية ..فتاة شفاه بلون الكرز " "شفاه بلون الكرز ؟!!! وما يعني ذالك جيونا؟" "آآآهــ إنها قصة طويلة يا صديقتي دعيني أقصها عليكِ .." جيون ويونا سهرتا الليل كله يتحدثان عن قصص الماضي لتكون كل واحده كتابا مفتوح للأخرى ..صديقات يعرفن معاناة بعضهن .. في صباح مشرق إستيقظ الطلاب يستعدون ليومهم الثاني في رحلتهم .. يونا تتثاءب مغلقة عيناها فمدت جيون يدها نحو فم صديقتها تسده "يونا ...صباح الخير ..."ثم ضحكت .. يونا تضربها لتبعد يدها عن فمها ثم شاركتها الضحك ... "أنتما ماذا تفعلان هيا ..فأمامنا يوم حافل من الأعمال إعداد الإفطار وجمع الأخشاب " يوري ضجرة تصرخ بالصديقتان النائمتان حتى الآن بفراشهما .. ردت جيون بعد أن نهضت والنشاط يملئها " أجل ...حسنا سيدتي " ثم مدت يدها نحو يونا تعاونها على النهوض ويوري تقف في فم الخيمة تنظر إليهم بعينين غيورة. "يوري صباح الخير " "صباح الخير جيون ...صباح الخير يونا " "صباح الخير يوري .." جيون بمرح تقفز إلى أن خرجت للهواء الطلق تعلق عيناها في السماء ثم صرخت "ماذا؟!!! ليس صباح الخير وإنما مساء الخير" تيكيون من خلفها أجابها "أجل أيتها الكسول لقد أشرقت الشمس منذ خمس ساعات وما تزالان نائمان أنتي .."نظر بعيني يونا تبسم لها ثم أكمل "ويونا الجميلة" جيونا تلف يدها حول نفسها وتقول مراوغة "آآهـ أشعر بالقشعريرة تسري في جسدي ..إنني أحسدكما" يوري مقتحمة حوارهما بقوة "ولما تحسديهما ولديك المعلم نيكون ...لتحبيه" جيون تصرخ منفعلة "لا ..هذا ليس صحيح..إنك.." يوري تتقدم نحوها مسرعة حتى أمسكت بجسد جيون تهزه "ليس صحيح ؟!! وما هو الغير صحيح وأنتي تحتضنيه ليلة البارحة وتناديه أوبا ؟!!!!!!" جيون مطأطئة رأسها تجيب "أجل ...لأنه ...لأن المعلم نيكون يكون ..." نيكون من الخلف "تكون جيون أختي الصغيرة ..أو أقول أخت صديقي العزيز منذ الطفولة أهذا يريحك أيتها الطالبة يوري " جيون تسترجع حيويتها "أجل ..هذا صحيح أليس كذالك يونا " يونا إكتفت بالصمت فتحولت إلى نيكون "نيكون أوبا أخبرهم أنك تحب فتاة تعرفت عليها عن طريق الشبكة العنكبوتيه ..أليس كذالك " نيكون بنبرة حزينة مغلفة ببعض الثقة "أجل ..تلك هيا الفتاة التي أحبها " جيون تنفث بعض الراحة ثم أكملت ليوري "عزيزتي يوري ..لقد أخبرتك سابقاً أن قلبي خالٍ " تبسمت يوري بسعادة وقالت "آهـ لقد أرحتني يا صديقتي إذا .." لم تكمل جملتها فنيكون يقف أمامها الآن لترد جيون كأنها فهمت مقصدها "ها.." بتلعثم أردفت "أجل ..يمكنك ذالك " ثم أشاحت بوجهها الشاحب نحو يونا التي ترى صراع صديقتها مع نفسها وكيف بأن قلبها الآن قد جرح جرحاً كانت جيون نفسها سبباً به ... نيكون يصفق بيديه "هيا ...ليجتمع الجميع ..هيا " بعد خمس دقائق أصطف الجميع أمامه فقال فيهم "اليوم ستكون سهرتنا عن مواهبنا المدفونة وحتى المساء ستقسمون إلى ثنائيات كل ثنائي يجهز موهبته والتي من أجلها دخل إلى قسم الفنون المسرحية والغنائية ..أروني ما في جعبتكم من مواهب ...أمامكم سبعة ساعات لتستعدوا وموعد اللقاء سيكون عند النار المضمرة ...هيا انطلقوا" تيكيون أسرع نحو يونا يعقد يده بيديها وقال : "سنكون ثنائي رائع ..." يونا بإبتسامة ساحرة "أجل ...لنفعل ذالك " سولي تجر قدمها تقف فوق رأس سيونغ هو المتمدد داخل الخيمة بدا لها كأنه نائم فعادت أدراجها خائبة إلا أنه أستوقفها وقال :"أأنتي مستعدة .." بخجل قالت "نعم " وهكذا فعل جون وسوزي كما فعل باقي الطلبة .. الثنائيات الآن جاهزة لخوض هذه التجربة وإبراز مواهبهم ..ولكن الحال ليس كما ينبغى عند جيون محتارة من سيكون معها ... ويوري هل ستتقبل أن تشاركها وهي تشك بها ..أنها تحب نيكون . أمسكت برأسها وبدأت تصرخ "ماذا أفعل ...ماذا ..؟" صوت خفيض مبحوح خجل خرج يناديها من ورائها "جيون ..هل ترغبين بأن نتشارك ..؟" نظرت جيون بسعادة إلى يوري صاحبة الصوت وقالت "لما لا ..بالتأكيد أرغب " الوقت يمشي سريعاً والطلبة ما يزالون يعملوا على مواهبهم حتى إنقضت المهلة وحل الوقت لتكشف عن تلك المواهب المدفونة كما أسماها نيكون .. الجميع يجلس حول النار المضمرة مكان اللقاء مشكلون حلقة كبيرة يجلس كل شخص بجانب شريكة وبذالك بدئوا ... نيكون "من منكم يبدأ أولاً .." يونا بشغف "نحن ..سنبدأ أولا .." الجميع يشجعهم "هيا ...هيا .." نهض تيكيون ومد يده نحو يونا وقال "سنيوريتا ..أتسمحين ؟.." يونا تضحك وهي تمد يدها تريد أن تضربه ولكنه أمسك بها إذ أنه الآن حفظها جيداً ثم قبل كفها .. يونا بخجل نهضت بسرعة وقالت "أحمق ..." نيكون بمرح "هيا إبدأ يا طائرا الحب .." الجميع "هيييييييييا....هيااااااا " جيون بحماس مشتعل "هيا يا صديقتي العزيزة ..." يونا ذهبت إلى الخيمة وبعد خمس دقائق خرجت كأنها لوحة فنية صعقت الجميع بفستانها المنفوش كفستان عروسة بليلة زفافها وتاج فضي يستريح على شعرها المنساب يصل إلى آخر ظهرها ... تيكيون الذي إرتدى مسبقاً بذلة سوداء تليق به رأى أنه لا شئ أمام جمالها فقال بتلعثم "يـــ..ونا إنكِ حقا جميلة " فضحك الجميع عليهن ... تيكيون بأغنية رومانسية سحر الجميع ويونا ترد عليه بكلمات حبٍ تطرق باب قلبه بقوة ...وختاماً طبع قبلة على وجنتها الحمراوان لسعادة أبدية لهاذان الحبيبان ..في ليلة زواجهما . صفقة على صداها عنان السماء تحية لهذه الموهبة الرائعة والصوت العذب الذي إخترق قلوب الحاضرين لهذان الحبيبان الرائعان . بعدما هدأ الوضع قال نيكون "والآن من التالي ..؟" سيونغ هو قال "نحن مستعدان.." سيونغ هو وهو جالس مكانه بدأ بصوت حزين يؤدي أغنية حزينة لكلمات هو مؤلفها ..وسولي تشاركه مقتطفات منها ... "لا أريد أن أكون وحيداً ..." سيونغ هو بصوت هادئ منخفض غلفه الحزن .. أكمل "لا أزال ..أحبكِ.."ثم صرخ "لا تذهبي ...لااااااا" الآن حان وقت سولي لتجيبه إلا أن صوتها خانها فعندما بدأت بالغناء بُح صوتها ... رفعت رأسها نحو القمر تحاول جمع بعض الشجاعة من نوره وما إن بدأت بالغناء حتى إختفى صوتها كليا وما هي إلا لحظات حتى إنهمرت بعض الدموع اليائسة .. سيونغ هو بهدوء مد يده نحو فمها يسده ثم أكمل الغناء ولكن بعدما حور الكلمات وغيرها كأنه يتحدث معها ... "لا أعلم لما تلك الدموع تنهمر على وجنتاكِ المشتعلة ..ولكنني رغم ذالك أحبك " حركة تلك المشاعر قلوب الجميع فصرخوا بصوت واحد "لا عليكِ ..لا عليكِ ..." أزاحت سولي يده وبصوت حريري بدأت تنساب الكلمات من فمها ...لتسحرهم وتأسر قلوبهم ... ثم غمغمت بسعادة داخل حضن سيونغ هو الذي إحمر وجهه لأول مرة لا يعمل ماذا يفعل سوا أن يلف ذراعية حولها بإحكام . ثنائي تلو الآخر بدأو يعرضون مواهبهم ببراعة ...ليختم ذالك اللقاء بالثنائي الخير ..الفتاتان الوحيدتان  المتبقيتان يوري ...وجيون .. جيون بكلمات قليلة شرحت ما سيفعلان "موهبتنا عبارة عن مشهد قامت بكتابته يوري ... أنا سأقوم بتمثيله ..ولكن تمثيلا صامتا ..." يوري تمسك ببعض الأوراق التي دونت عليها قصة تلك الفتاة التي بدأت جيون بتمثيلها صامته ... يوري "تراقص القمر بعينيها ..وتداعب النجوم بخجلها ...الفتاة الخفاش هكذا سميت كانت دائما معلقة على سقف منزلهم تراقب السماء و ما تلبد عليها .." جيون أخذت تتمدد على الأرض تمثل كلمات يوري ..التي أكملت "رغم السعادة التي تستمدها من مراقبة القمر إلا أن سؤال واحد إحتل  عقلها ...أيها القمر ..لما أنت وحيد؟" جيون تنظر نحو القمر الذي عكس في عدستي عيناها ... تحاول أن تستشعر مدى حزنه وهو يتربع في كبد السماء كل يوم وحيدا فتذكرت نفسها لتفيض عينيها بدموع ساخنة أدهشت الجميع بقوة تمثيلها .. يوري تحمست "أجل ...أيها القمر لما أنت وحيد ..ألا ترى النجوم خدما حولك ..ألا تؤنسك أسراراً بوحت فقط لك ..ألا تراني أنا ..دائما أستمتع بالنظر لجمالك ..شاركني السعادة وترك لي شيء من حزنك ..." جيون تدور وتدور برأس مرفوع نحو السماء وعينان مغلقتان ..تستنشق من نسيم الهواء البارد .. وفجأة توقفت ومدت يديها نحوه ثم قالت يوري "أنا لك .." وقف الجميع يصفقون ...بسعادة لهذه الكلمات الشاعرية وذالك التمثيل المتمكن من هاتان الصديقتان ... يوم شاق آخر قد إنقضى وجيون ما تزال تفكر بتلك الفتاة التي مثلتها اليوم رغم صمتها إلا أنها تأثرت برؤية القمر والنجوم المبعثرة على مد البصر.. خرجت ليرى القمر فلقد رهنت نفسها له سابقا ..وكما أن الفتيات نائمات بعمق فالساعة الآن الثانية صباحا .. أخذت غطاءا لفته حول جسدها وخرجت لترى أين يجلس القمر الآن فتسامره .. وما إن خرجت حتى سمعت صوت يناديها "جيون ...أنتي مستيقظة ؟!!" أجابته متفاجئه "آهـ ..أجل نيكون أوبا ..ويبدوا بأن النوم لم يزرك أنت أيضاً " بإبتسامة ساحرة "أجل ..تعالي إجلسي هنا " جلست بجانبه حول النار وإذا به يمد نحوها كوباً تتصاعد من فرهته أبخرة "خذي ..إنه حليب ساخن سيدفئ جسدك " أخذته وهي ممتنة "شكراً أوبا" بثغر باسم أجابها ثم أردف "أتعتقدين بأنني سأحب فتاة لا أعرفها ..جيون ؟" جيون تدعي الغباء .."أجل ..وأعتقد بأنك تحبها جداً لدرجة أن الفتيات بالجامعة لا يقترب منك فهن يعلمن بأن حب تلك الفتاة لن يتزحزح من قلبك مهما فعلن .." نيكون بدت نبرة غضب تعلو صوته وهو يقول "أتعتقدين بأنني سأحب فتاة لا أعرفها ..أخبريني من الذي أخبركِ بكل هذا ؟!!...أهي ذات الفتاة التي أحبها ...فهذا الحوار كان بيننا نحن الإثنان لا ثالث معنا " جيون مصدومه .."آهــ..إنه .." قاطعها نيكون "إنه أنتي ..فتاة الشفاة بلون الكرز ..أتعتقدين بإنني لا أعرف خط يدك..إسلوبكِ بالكلام ؟..." تقدم نحوها ثم قبل جبينها وقال بصوت دافئ "حمقاء ..لا تقولي مرة أخرى بأنك لا تحبين أحداً  بل قولي بأن قلبكِ ملكاً لي أنا ."