الاثنين، 24 سبتمبر 2012

شفاه بلون الكرز الفصل الثامن



















البآرت الثامن:~ 




"نخبكـ يونا ... يوماً طويل آخر قد إنقضى "
زجاج النافذة الكبيرة ينسخ صورتها الصامتة بإحتراف .. عجزت عيناها بأن لا تذرف بعض الدموع رغم تحدثها مع تيكيون وصداقتها مع جيون ولكن في نهاية اليوم تعود إلى وحدتها ...
"يونا ..أنظري جيداً هناك حيث القمر وحيداً هو أيضاً ولكنه أجمل ما في السماء لا نجوم لبدتها ولا غيوماً غطت عليه ... أنظري جيداً فأنتي مثله ... فلا تبأسي لكن لما لا أرى أي مارة أو أمطاراً تغسل قلبي المثقل ... تيكيون ..إنني أفتقدكـ حقا .."
يونا المرحة تخفي الكثير والكثير خلف قناع السعادة التي أرتدته ...وببراعة تقمصت دورها لتخفي حزن قلبها ..فالوحدة تملئ المكان ...
الساعة الآن ستقرع الحادية عشرة ..ومنتصف الليل سيحل قريباً فيحول الأميرة إلى خادمة من جديد ... وتبقى القصة مجرد قصة ستعاد صباح اليوم التالي .
"سأتركها لك فتحمل مسؤليتها ؟!! ماذا قصدت تلك السيدة ؟.."
هامت جيونا بأفكارها مع كلام تلك السيدة يأخذها في أعماقه إلا أن صوت كيوري أنتشلها من غرق وشيك ...
(جو وون أوبا ...أين أنت لقد عدت )
"لا إنها كيوري أوني ... ماذا سأفعل ...ماذا .. ؟!!!"
ما فعلته جيونا هو حمل ذالك الحذاء الأسود بكعبه العالي لتلك المرأة المجهولة وإخفاءه بحجرة نومها لعل ذالك يؤخر لقاء لابد أن يحدث وإن طالت المدة ..
حملته وبسرعة البرق ألقت به داخل حجرتها ولكن شئ لم يكن بالحسبان قد حدث إذ بذالك الحذاء يصطدم بالباب فكان ذالك كالمنبه لطفلة توسدت سريرها وتغطت بأغطيتها الدافئة ,  صراخ تلك الطفلة ملئ الأجواء من حولها فخرج أخيها وتبعته امرأة شابة خيل لها بأن عمرها قد تجاوز الخامسة والعشرون ..لكن جمالها شبه منعدم بلباسها العاري تجري نحو الصوت وهي لا تقول إلا " طفلتي ... طفلتي .."
نظرت جيونا إلى أخيها ورأت نظرات إنكسار تملئ وجهه بينما عيناه علقت بتلك الطفلة البكائه .
كيوري أوني لم تمر لحظات إلا وهيا تقف أمامنا ويبدو بأنها من هذا الصمت علمت كل شئ ...
ومن غير أن تنتظر تفسير جو وون أوبا قررت أن تنسحب بهدوء ..
وأنا ...أما أنا فقد إتخذت من فتحة الباب نافذة لي لما يحدث داخل حجرتي ..
الآن علمت ماذا قصدت بأربع سنوات فتلك الطفلة تبدوا بالرابعة من عمرها إذا هي ما أثقل كاهل تلك المرأة .. وهل ..تلك الطفلة إبنة أخي .. إبنة جو وون أوبا ؟!! أيعقل هذا ؟!!
جففت دمعها طفلتها وأغلقت ذراعيها على جسدها الصغير والطفلة تشهق وتشهق حتى مر من الوقت القليل ثم صمتت لتذوقها حنان الأم الذي ستحرم منه قريباً ..كما حرمت منه أنا قبلها ...
لم أشعر إلا وبعيني تتوجه نحو أخي الواقف ينظر من مسافة نصف المتر على تلك المرأة تحتضن طفلتها لقد رمقت أخي بنظرات الاتهام ..نظرات الغضب مزجت بكره لوهلة ..
لما يا أخي ؟!! لما ما ذنب تلك الطفلة ؟!.. وهذه المرأة لما تظهر الآن ؟! ..
لكن الغريب في الأمر أن تلك الطفلة تنادي والدتها بلغة غير الكورية أجل وبعدما دققت جيداً أدركت بأنها تستخدم اليابانية .. رغم أن والدتها تتحدث الكورية بطلاقة ..
آهـ الأسئلة ستفجر رأسي ...جو وون أوبا أرجوك ..أرجوك..أريد أجوبة .
حال كيوري لم يكن أبدا أفضل من حال جيونا ... خارجاً تقف تحت أمطاراً قررت أن تواسيها في عزلتها ... لتمتزج مع دموعها بملوحة ماء البحر ..ولسانها يردد " لما ...لما .."
جو وون واقفاً دون حراك يشهد نوم طفلته بين أحضان والدتها وبلمسات حنونة على شعرها الحريري وبعد أن وضعتها على سرير جيون مجددا قال أخي بنبرة منهكة "ليست طفلتي ..فأنا ..لا تذكر بأنني فعلتها معك ..أنتي .."
نهضت المرأة وبصبر قد نفذ قالت " بل طفلتك وستتحمل مسؤولية طيشك ربما لا تذكر ولكن يمكنك إجراء الفحوصات وستثبت لك صحة كلامي وبأنك أباها"
جيونا المتفرجة الصامتة قررت أخيرا أن تفرج عن كلماتها "جو وون أوبا ...أنظر جيدا إلى الطفله .." توقفت لبرهة ثم أكملت " جميع الإباء ينكرون أطفالهم بعد فعلتهم ... أوبا ...أكرهك "
خرجت باكيه تجر كل خيبة أمل نحو الباب خارجاً حتى توقفت أمام منزل نيكون تطرق جرسه بوحشيه لا تتوقف ..
ظهرت الخادمة تعقد بين حاجبيها وصوتها يصرخ "أنت يا من تقف خلف الباب ستحرق جرسه ..فلتكف عن طرقه ..إنني قادمة ...قادمة"
فتحت لترى جيون ستنهار قريبا لو إنها تأخرت دقيقة أخرى بصوت خفيض متهالك "نيكون ..نيكون أوبا .."
قالت تلك الخادمة مسرعة " إنه ...بحجرته ..إنه الآن .."
دفعتها وتوجهت مسرعة نحو فدائها وبلسم جراحها نيكون تجري على السلالم فتسقط تنهض فتسقط وهكذا حتى وصلت بسلام إلى حجرته ومن غير أن تطرق بابها فتحته وبعينيها بحثت عن نيكون لتراه يتمدد على سريره ويده تحمل كتاباً يقرأه قطعت تلك المسافة بينهما بثانية وارتمت بكامل جسدها عليه وأجهشت ببكاء حار .. ونيكون لا يتكلم فقط اكتفى يربت على شعرها حتى هدأت ..
بعد ذالك القدر من البكاء شعرت جيون الآن بالراحة وما إن أحست بذالك أدركت أنها الآن تتوسد صدر نيكون ..والأشد من ذالك على عقلها الصغير أن تتحمله أن نيكون بصدرٍ عارٍ لا يرتدي عليه قميصاً يستر عضلاته القوية ..
كسى وجهها حمرة كأنه يغلي خجلاً فلم تستطع حتى أن ترفع وجهها أخذت تعاتب نفسها بحرارة يا لي من حمقاء ...ماذا فعلت ... آهـ إفرازات عيناي وأنفي أيضا جميعها على صدر نيكون أوبا ..لا ..لما تصلبت الآن لا أستطيع أن أرفع رأسي ..آهـ ماذا سيحدث ..
نيكون بإبتسامته الماكرة يبدو سعيداً لذالك العناق رغم تلك الدموع التي تبلله إلا أنه يتمنى أن يطول .
دقات قلبه ...إنني أسمع دقات قلب نيكون أوبا ..أجل ..إنني أسمعها جيداً ... يسبق بعضها بعضاً ..بالكاد أميز الأولى عن الثانية وكأنه قد شارك في سباق للمارثون تواً .
استجمعت باقي نفسها ورفعت جسدها ببطئ كأنه قطعة ثمينة تخشى حتى نسمات الهواء عليه وما إن رفعت نفسها حتى نهض نيكون بسرعة وسحب قميصه الأبيض القطني وارتداه ..
صمت خالج المكان بهدوئه وعذوبته فالنظرات المسروقة من بعضهما بين الفنية والأخرى تخبر عن الآلاف من المشاعر والهمسات المكبوتة في قلبيهما  ..
حب تعدى مراحل الهيام .. ذابت بهواء كما فعل هو أيضاً مشاعر تعجز كلمات الشعر وصفهما ففضلا الصمت كحل آخر لتبادل الحب .
جيون تجلس على أرضية الحجرة ونيكون واقفاً مكانه ..
نظرة تلو الأخرى تلقيها جيونا على ذالك القميص الذي إلتصق بصدر نيكون جراء دمعها فتبسمت ثم ضحكت وهي تقول " أنظر ...إلى قميصك ..لقد أفسدته .." صمتت وبخجل قالت "إنني آسفه أوبا "
نظر إلى حيث تشير عينيها فتبسم وهو ينفضه عن عضلاته ثم توجها إلى جيون يساعدها على الوقوف والجلوس على السرير ..
"جيونا ...ما الذي كدر صفوك ..ما يبكيكِ غاليتي ؟"
تحولت تلك الإبتسامة إلى حزن مرير لمجرد تذكرها ما يبكيها وبمرارة سردت عليه القصة كلها فقال نيكون يطمأنها " إنني أعرف أخاكِ جيداً رغم حماقته وإهماله إلا أنه لن يصل به الأمر ليعاشر فتاة ..فهو يقضي وقته معهم بالشرب والسهر .. فمن المستحيل أن يكون فعل ذالك وأيضاً ...طفله ؟!!"
نظرت له جيون تستنجي به وبكلماته المشجعة ثم ختم كلامه "وأنا سأتأكد منه ..أما أنتي يفضل أن تقضي الليلة هنا وسأذهب صباحاً أحضر لكِ بعض الملابس تستخدميها وملابس أيضا للجامعة ..."
"حســـ..ناً "
كيوري التي رأت جيونا وهي تسرع إلى منزل نيكون ملت البقاء طويلا تتكئ على حائط المنزل حتى تلك الأمطار  التي تساقطت سابقاً ملت فتوقفت لتعود إلى منزلها بقلبٍ مكسور وأبواب غلقت أمام وجهها والحزن يغلف كيانها وروحها .
حل الصبح أخيراً ليطوي دموع الأمس في براعة جو وون إتخذ من الأرضية بجانب سرير جيون الذي رقدت عليه طفلته مكانا لنومه يراقبها بصمت خلف ستار الأبوة .
كيوري سهرت ليلها بين بكاء وسكر بينما كان حال جيون أفضل إذ باتت تفكر جل وقتها بذالك العناق الدافئ حتى غفت تحلم بفارسها ..لتستيقظ على طرقاته صباحاً ...
إنقضت خمسة أيام على جيون وهي على حالها يومها مثل أمسها وربما الغد أيضا تقيم في منزل نيكون لم تتجرأ أن تذهب إلى منزل كيوري عندما خانها أخاها أو تذهب إلى منزلهم وترا أخاها مكسورا .
نيكون رغم حزنه على حالها إلا أن سعادته بوجودها أكبر فمشاعر الحب التي لا يستطيع أن يظهرها في الجامعة وأمام طلابه يستطيع وبكل أريحية أنا يظهرها في منزله رغم تحفظه عن بعض التصرفات التي تكون تحت السيطرة من قبلات أو أحضان كأن هنالك من يمنعه ...
"جيون ...غدا الرحلة ما رأيك أن نذهب إلى السوق لنبتاع لك بعض الملابس ومعطفا دافئ "
نظرت له جيون بعينا تفيض حبا وقالت "لا ..سأحضرها من المنزل ..فلا بد من العودة "
باب منزلها مفتوح وتلك الطفلة تقف خارجة وما إن رأت جيون حتى جرت إليها وحتضنتها بقوة وتردد بلغتها اليابانية "ماما ...ماما ..."
لمتها إلى صدرها وهمست لها "لا بأس عليكِ حبيبتي ...لا بأس .." لكن أجميع النساء بالنسبة لها أمهاتها ؟!!
جو وون الواقف خلفها قال " جيون ...لقد عدتي .."
نظرت له جيون بغضب لم تطفئ ناره ثم حملت الطفلة ودخلت بها إلى المنزل بينما جو وون نفث بعض الضجر من داخله وبأكياس يحملها تثقل على كاهله من حليب للطفلة وبعض الفوط  فهو لا يزال لا يجيد التعامل مع طفلة بهذا العمر فعندما تكفل تربية جيون كانت أكبر من ذالك تستطيع أن تستخدم دورات الماء وتطعم نفسها كما أنها كانت لا تنام إلا بحضنه أما تلك الطفلة فهي تهرب منه لا تنظر إليه بل تخافه ...
دخل المنزل ..وبعد أن وضع ما يحمله على الطاولة ارتمى على أقرب كرسي وجلس عليه وكان كذالك حتى رأى جيون يهبط السلالم ومعها حقيبة متوسطة وردية اللون والطفلة بين ذراعيها ..
نهض يحدثها ولكنها أبت أن تستمع له ..فصرخ غاضبا "جيون ...إنتظري ..إلى أين تأخذين الفتاة..؟"
نظرت إليه ثم قالت "رجل مهمل مثلك لا يستطيع أن يهتم بنفسه فكيف إن كان هنالك آخر وأيضا طفله "
"حسنا أخبريني أين ستذهبي..؟"
"لا ...لن أخبرك.."
"جيون ...إنها ليست طفلتي ..إنها .."
"أوبا لا أريد أن أستمع إلى أكاذيب أخرى ..وهذه الطفلة سأتولى تربيتها كما لو كانت أختي الصغرى .."
"جيون ...مهلا ..كيوري ستأتي قريبا.."
"ماذا كيوري أوني ..أقبلت بالطفلة ..كيف ولماذا؟ ..بعد أن خنتها وكسرت قلبها ...أخي إنك.."
"جيون تمهلي ..فأنا لم أخن أحداً وكذالك تلك الطفلة ليست إبنتي ..أسمعيني لقد أجريت اختبار الأبوة رغم يقيني بأنني لم أقترف تلك الفعلة مع أياً كان فكيف مع إمرأة لا أكاد أتذكر ملامح وجهها ..
لقد ظهرت نتيجة الإختبار ...50% .. يثبت قرابها لي .. أجل وأيضا علمت أن تلك الطفلة هي في الواقع أختا لنا من والدتنا التي هربت من زوجها الثاني مرة أخرى ورمت ابنتها علي بعد أن أقنعت تلك المرأة ببعض المال ..وأنا الآن أبحث عنها لقد إعترفت المرأة التي أحضرت الطفله بذالك فلقد أمسكت بها الشرطة تحتال على رجل غني ..."
"إذا ..أنت يا أخي ..أنت .."
"أجل أنا برئ من تلك التهمة ..وتلك الطفلة أختنا ..وأعتقد بأنه سيعثر على والدتها قريباً وستعود هذه الطفله إليها .. أقصد أمي "
" أ..أمي ..آهـ أجل نسيت ذالك ..أخي هل تذكر شكلها ؟.. إنني أذكر هيئتها فقط أما ملامح وجهها أسترجعها من وقت لآخر من خلال صورها  ..جو وون أوبا هل قابلتها قريباً .."
رأى أن بعينيها شغف لمعرفة تلك المرأة التي هجرتها ولكن لسوء الحظ لن يستطيع إلا أن يقول "آسف يا عزيزتي ... فأنا لم أقابلها ..منذ ذاك اليوم .." صمت لتكمل عنه جيونا " منذ أن أخبرتك بموت أبي...إنني أعلم عن الأمر جميعه ..فلقد أخبرتني كيوري أوني بالقصة كاملة وكيف عانيت في تربيتي وما زالت تعاني من حماقتي ..أوبا إنني آسفة حقا للمشاكل التي .."
"لا عليك يا حبيبتي الصغيرة ..آهـ نسيت لقد أصبحتي الآن فتاة كبيرة جميلة .."
تقدم نحوها يربت على شعرها ومن ثم توجه ليحمل تلك الطفلة  النائمة منها وقال بسعادة "هذه الطفلة أنا وكيوري سنعتني بها وأنتي فكري فقط بدراستك الجامعية .. ولكن ما هذه الحقيبة ..هل ستهجرين البيت ثانية ؟!!"
ضحكت جيون بمرح بعد أن عادت إليها حيويتها وقالت "لا كيف تعتقد بأنني سأتركك تربي طفلتك بمفردك .."
"ماذا أيتها الماكرة ...طفلتي ..."
هنا دخلت كيوري من المدخل الرئيسي للمنزل الذي ما يزال بابه مفتوحا على مصراعيه وقالت تشاركهم السعادة تلك " إذا لست الوحيدة التي تشك بأنها طفلتك ..جو وون أوبا " ثم ضحكت فهي الآن تعلم الحقيقة كاملة وأنها هي التي أجبرت جو وون أن يخضع لفحص الأبوة وكيف أنها هي التي أجرت تلك التحقيقات عن السيدة فكيف تسمح لجو وون أن يطير من بين يديها بعد كل تلك السنوات من الفراق
وما إن أطمئن بالها حتى فكرت بأن تلك الطفلة ستكون بمثابة طفلة لها ..ولكن جو وون كان يفكر بغير ذالك إذ لا يمكن أن يضيع حياته أكثر من ذالك يجب أن يحقق أحلامه ويعيش حياته كما يرغب.
تبسما لهما جو وون وجيونا وقال جو وون " كيوري ..ما هذا ..وأنتي أيضا ستصفين مع جيونا ..لا سحقا لكما .." ذهب بالطفلة النائمة إلى حجرته ولسانه يردد " جيون لا تذهبي فأنا أرغب بالتحدث معك.."
لم تصدق جيون بأنه دار ظهره حتى تتسلل خارجاً مودعة كيوري بقبلة وبعض الكلمات لتوصلها لأخيها " كيوري أوني ..سأذهب إلى رحلة جامعية ..أخبري أخي بذالك رجاءاً ...وداعاً أوني "
وما هي إلا لحظات حتى إستقرت في سيارة نيكون متوجهين إلى الجامعة وعلى بعد مسافة من بوابة الجامعة توقفت سيارة نيكون كالعادة لكي لا يلحظهم أحدا من طلاب الجامعة تسير جيون على قدمها بينما نيكون يسبقها بسيارته الجيب الأسود ..
حافلة الجامعة تستعد الآن إلى الذهاب نحو رحلة جهل مصيرها تسير بطلابِ للمرحلة الأولى من تحقيق أحلامهم ..وبداية لقصص حب كثيرة ستنسج خيوطها هنالك ..
يوري تجلس بجانب سولي وخلفهما جيون ويونا وخلفهما كذالك سيونغ هو وتيكيون .. أما نيكون ففضل أن يجلس في المقعد الأمامي والسائق موازيٍ له و باقي  المقاعد فشغلها طلاب فصل جيون الأربع الباقون ...
عليت أصوات اللعب والمرح  بأصواتهم النشاز يدندنون ويغنون .. فوقفت جيونا وهي تخطط لأن تضع الأحباء على بداية الجسر نهضت وقالت تفتعل شجاراً " يونا ...لقد مللت أحاديثكِ ...تيكيون هيا تعال وتبادل معي المقاعد .."
نيكون الصامت وقف والفضول يمزق قلبه ولكن فضل الصمت والجلوس مكانه ..أما تيكيون لم يعرها أي إهتمام ففضل أن يتجاهل كلامها ليغطي وجهه الخجل .. نظرت له بعينين متفحصة وقالت ملحة وهي تسحب ذراعه " هيا ..إنهض ...هيا .."
هيونغ هو النائم كعادته نهض وصوته المبحوح "مزعجون ما كل هذه الجلبة ..؟"
جيونا التي أجلست تيكيون مكانها بعد عناء كبير قالت "آهـ لن أستطع أن أتحمل الجلوس بجانب شخص يغط في سباته آهـ حقا لا أتحمل أن أجلس صامته والرحلة في بدايتها " بنظرات أطلقتها تدعي البحث عن شخص مناسب فرأت سولي وكتابا يتوسد كفيها وهنا رفرفت بسعادة متوجه إليها
" سولي ..أنتي مناسبة جداً للجلوس بجانب سيونغ هو فهو نائم وأنتي تقرئين كتاباً .. ويوري أرى بأنها قد ملت الصمت ..أليس كذالك يوري ؟!"
نظرت سولي بعيني رجاء إلى يوري تطلب منها أن تقول العكس ولكنها خيب أملها بقولها " أكاد أفرط من شدة الملل .. سولي يا صديقتي ...أريد أن أمرح في رحلتي هذه فأرجوكِ أن تبدلي مقعدكِ مع جيون .. "
نظرت سولي حولها لا تعلم ماذا تفعل ولكنها رضخت لرغبات تلك الفتاتان الماكرتان وقالت بيأس " حسناً .. سأذهب "
"يونا ... لباسك جميل.." بعد صمت دقائق أخيراً قال تيكيون هذا من بين خجله رغم أن يونا ما تزال في لباسها المعتاد غريب حقاً وهذه المرة إرتدت شيال أزرق اللون ببلوزة صفراء تحته وقبعة خلى وجهها من مساحيق التجميل إلا أن نظارته وصفائه يغنيها عن تلك الأصباغ المؤذية لبشرتها .
تبسمت بشكر بترت كلماته ..فبادلها الإبتسامة ذاتها ثم عاد إلى سكونه ..
سيونغ هو النائم نهض أخيراً ولكنه سد أذنيه بسماعته السوداء .. يقعد مستقيما على مقعده ورأسه للخلف مغمض العينين ..
سولي حالها بدا مثيرا للشفقة متوترة يقطر من حبينها العرق متتالي واحدة تلو الأخرى وهي لا تفعل شئ سوا تجفيفه وكتابها تحمله مقلوبا كما كان حالها .
"أنتي .." تجبس ظهرها مكانه وعرقها بدأ يهطل على وجهها كالمطر, النائم بجانبها تحدث أخيراً ولكن هل يقصدها ؟..
تجاهلته بأعجوبة فائقة و أوهمت نفسها بأنه يتحدث مع شخصٍ ما غيرها ...
"أنتي .. التي بجانبي .." لا الآن ما من شك إنه يقصدني ..أنتي يا سولي ..استدارت نحوه كأنها رجل آلي تنظر له فقال .."إنكِ تحملين كتابكِ رأساً على عقب ..." ألقى نظرة على وجهها ليراها تتصبب عرقاً أخرج من حقيبته قطعة بيضاء ومدها نحوها ثم قال " يبدوا بأنكِ تشعرين بالحر .. خذي جففي عرقكِ .." أخذته بسرعة وبدأت تجففه ولكن لم يجدي ذالك فحالها الآن أسوء إذ لو عصرت قطعة القماش تلك لأخرج منها طننا من الماء ..
سيونغ هو يراقب بصمت إلا أن قرر أخيرا أن يمد كفه نحو جبهتها وعلى وجهه علامات تعجب "آهـ ..إنكِ لستي بمحمومة .. "
ردت سولي بكلمات متقطعة بالكاد فهمت "أنت ..السبب ؟.."
ملامح متعجبة رسمت على وجهه ينتظر إجابتها فأكملت .."إنني ..إنني."
قرب وجهه أكثر منها ليسمع ما تقوله إذ أن صوتها بدأ تدريجيا بالإختفاء ليردد خلفها "إنكِ ..؟!!"
"إنني ..أنا ..أنا .. "
" أجل ..أنتي ..ماذا لا تخافي أكملي .. "
أشاحت بوجهها وصرخت بصوت سمعه كل من في الحافلة "إنني أحبك .."
  







هناك تعليقان (2):

  1. يآلبيه نيكون و جيووون خطيرين هالكووبل مره أستمتعت و أنا أقرا أحداثهم

    كيوري و جوو وون أتمنى تستمر علاقتهمم من كذآ و أحسن

    تيك و يونآ الكوبل الخجوول بس حلووه علاقتهمم ببعض

    سوولي حبيتهآ جدآ الله يستر من أعترافهآ هههههه

    يوري مدري ليش أنطباعي عنها سيء ياليت ما تأثر ع كوبلاتنآ ;-)

    بإختصآر أنتظر البارت الجديد بحمآس
    أستمري بالتميز حبي

    Xoxo

    ردحذف
  2. هلا بك ريمو نورتيني واللهي
    ان شاء الله القادم قريب
    فكوني بالقرب

    ردحذف