الخميس، 13 سبتمبر 2012

شفاه بلون الكرز الفصل الخامس



























البآرت الخامس :~ 
ظلام الليل مخيف آآآآهــ أين ستذهبين يا حيونا وأنتي كذالك حمقاء كيف تفرين من المنزل بمثل هذا الوقت من الليل ...
لو أنكِ تعلقتي بذراع نيكون وأخبرته عن فعلت أخاكِ الغبي ثم يلقنه درساً فيعود إلى رشده وبعد ذالك يعود كل شئ إلى مكانه وكأن شئ لم يحدث ...
" ماذا سأفعل ...ماذا سأفعل ؟؟؟؟" 
بدأت تغني تلك العبارة المتكررة تعطي بعض الشجاعة لنفسها وتجعل تفكيرها لا ينشغل بغير تلك الأغنية "ماذا سأفعل ...ماذا سأفعل ؟؟؟"
تضحك تارة .. وتارة تختفي تلك الملامح لتصبح كالمسخ لا يعرف للسعادة طريقا ...
فمنذ البداية كانت ضحكاتها مجرد أصوات فارغة المشاعر غلفتها الوحدة حتى ملت تلك الدندنات وقررت أن تصمت أخيرا..
الشوارع كأنها هجرت والأماكن موحشة أصوات الكلاب بدت كأنها تضحك منها وضجيج الهدوء كاد أن يبتلعها إلى أعماقه ...
صرخت بصوت سمعته هي على الأقل "جيونا ..أين أنا ...أين؟...أوبا.. جو وون أوبا أرجوك أنقذني .."
ما من مجيب سوا صدى صوتها فسقطت على الأرض باكيه وتحولت أغنيتها لسؤال ليس له إجابة 
"ماذا أفعل ..ماذا سيحل بي ؟"
خمس دقائق من البكاء كانت كفيلة بتجفيف ذالك الصنبور المالح وفي لحظة حاولت تمالك نفسها وإستجماع قوتها والبحث عن طريق العوده للمنزل ...
"أهو هذا الطريق أم ذاك ؟.."
"حسنا ..حسنا جيونا لتتبعي الطريق المنير والمليء بالمارة ..."
أخذت تجر قدميها لتمشي ساعات دون جدوه ...إلا أن قلبها الصغير أطمأن قليلاً لوجود القليل من المارة هنا وهناك .
فتاة تتشابك اليد مع صديقها ..وهذا طفل تحمله والدته وهذا يمشي مع صديقته ..رجل عجوز يقوده كلبه ...وكلب صغير حملته طفلة حصرت بين والديها ...
كثيرون ..كثيرون من حولي ..لكن لما أشعر بالوحدة ...لما لست أرى أناس مثلي ؟
لما أنا الوحيدة التي تمشي بمفردها ؟...
وهي على ذالك الحال يشغل فكرها تساؤلات لا تحمل إجابة لها شعرت بوخز ينخر في ظهرها إلتفتت إلى الخلف ترى ماذا يكون ذالك ...
"يا صغيرة أأنتي بمفردكِ ...ما رأيكِ أن تأتي معنا ؟"
رجل مفتول العضلات لكن بالكاد يستطيع أن يقف على قدميه فقرر أن يستند على رجل نحيل هو الآخر بدأ يترنح ...
"أهو ثقيل عليه ؟...أم أنه سيسقط قريبا من الثمالة فأنا أشتم الرائحة ذاتها التي شممتها صباح اليوم "
هذا ما شغل رأس جيون وهي تحلل ما تراه أمامها كأنها طوال العشرون عاماً السابقة لم ترى رجل غير رجلين ملت رؤيتهما كل يوم أخيها وحبيبها ...
أمسك الرجل النحيل معصمها وقال يتملقها "أعتقد بأن كلامي صحيح ..ها يا عزيزتي أترغين بالقدوم معي ..سأجعلك هذه الليلة تعيشين بين النجوم ..ها ..هيا ..هيا "
شعرت الآن بالخوف ولأول مرة تشعر بهذا الشعور شعور غريب عليها حقا ليس حزنا أو حب ليس يأس أو كره ..كانت دائما محمية من أخيها فلم تشعر بالخوف ..أما الآن ...الآن فهي ...
"هيا يا عزيزتي هيا ...لنذهب ..هيا .." أشد قبضته على معصمها وأخذ يقرب شفتيه نحو عنقها وهي تحاول دون جدوه أن تتحرر نفسها .
"أنت ...ماذا تفعل لفتاتي ......دع يدها وإلا سأدق عنقك "
"حسنا...حسناً لقد أفلت يدها ..فدعني أذهب "
وقف ذالك الفتى خلف هذا الرجل البغيض ولف ذراعه حول عنق هذا الغريب ... لقد أنقذني ..
لكن ماذا فتاتي ؟ ..
بعد لحظات التفكير صرخت جيونا "ماذا فتاتي ؟...أحمق إنني حتى لا أعرفك "
ضحك الرجل النحيل البغيض صاحب الرائحة الكريهة وقال ساخراً "فتاتي ؟!!..فتاتي ها ..يا لك من شاب مضحك "
بغضب قال "ماذا مضحك أتريد الموت الآن"
إصفر وجه ذالك الرجل فقال "الموت ...لا لا أريده فلدي عمراً لم أعشه بعد ..وداعاً ..سأتركك أنت وفتاتك"
صرخت جيوناً بغيض "أخبرتك بأنني لست فتاته ..فأنا لنيكون أوبا فقط "
أمسك بها ذالك الفتى من ثيابها وبدأ يهزها للخلف والأمام وهي يقول صارخاً في وجهها "وأنتي أترغبين بالموت يا صغيره ؟ "
"ماذا صغيرة أيها الكاذب .."
"ماذا ....كاذب ..إنني الأحمق الذي أنقذتكِ ..فلو تركتهما يأخذاكِ لكان ذالك أفضل من أن أسب من طفلة مثلك "
"طفله ؟...لقد صدقت بقولك إنك أحمق فـأنا لم أطلب نجدتك .."
"أجل ..أجل أقلتي بأنك لنيكون ذاك أخبريني أين هو عن فتاته يدعها تجوب الشوارع وحدها "
صمتت قليلا بعد أن تذكرت حبيبها الذي تركته خلفها وبحزن تمتمت "هذا ليس شأنك"
"أعتقد ذالك أنا أيضا ..وأعتقد أيضاً بأن مهمتي كمنقذ تنتهي هنا وأتمنى أن لا أراكِ ثانيةً 
وداعاً يا فتاة نيكون أوبا " قال كلميه الأخيرة بنعومة يقصد أن يغيظها .
مشى فتبعته ...أسرع الخطى فلحقته ..جرا بسرعة فصرخت باكيه وهي تقول "أنت ..أنت توقف توقف .."
نظر إليها وهي تذرف الدموع بحرارة فقرر أن يتقدم نحوها ببطئ ولسانه لا يردد إلا "يكفي ..لقد توقف هوووش ..."
أخذها إلى حيث كرسيا للإنتظار خشبي كان بجانب الطريق وقال بصوت حنون هادئ "انتظري هنا قليلا سأحضر مشروبا باردا ليهدأ أعصابكِ ".
وقف يتأملها وهي تتجرا مشروبها دفعة واحدة دون توقف حتى أفرغت محتواه جميعه في داخلها لتصدر صور إنتعاشها من بين شفتيها "آآآآهــــ..."
"والآن بعد أن يوقف دمعك و ملئت معدتك ..دفعة واحدة هل يمكن لي أن أنصرف ؟"
"لا..أرجوك خذني معك..."
صرخ وعيناه تكاد تخرجان من مكانهما "أنتي أجننتي ...أتعتقدين أنني شاب لعوب ؟..وأنا أيضا لدي من أحب حمقاء"
نهضت وتقدمت نحوه وهي تردد"ماذا ...وهل تقصد أنني فتاة لعوب؟"
"إن لم تكوني كذالك إذا لما تريدين أن تذهبي معي .."
طأطأت عيناها إلى حيث قدميها وقالت بخجل "ليس لدي مكاناً أذهب إليه ...فقط الليلة دعني أذهب معك "
"وهل ستكونين بخير وأنتي مع شاب بمفردكما ..تقضيان الليلة .."
قبل أن يكمل قاطعته "لا تخف فأنا منذ سن الثامنة وأنا أقضي عمري في منزل مع شاب بمفردنا ... لذالك فأنا أجيد التصرف مع أمثالكما فلا تخف ...هيا لنذهب ماذا تنتظر ؟"
"آهـ يا لكِ من فتاة ..."
وصلا إلى منزل ذالك الشاب سريعا فهو لم يكن بعيدا جدا ...
"أنتي يا فتاة ..أنتي .."
لم تكن جيونا تستمع له فعقلها شارد تماما مع هذا المنزل الصغير فرغم حجمه إلا أن أثاثه فاخر جدا وبأحدث طراز ألوان زاهية وصور بعثرت على الحائط كانت لفتاة جميلة كنجمة متلألئة بدأت إعجابها يظهر رويدا رويدا على ملامح وجهها فلم تتمالك نفسها لتجمع بين كفيها وشفتاها ضمت للأمام وبصوت يصدر من بينهما "وآآآهــ ...وآآآهــ ما كل هذا الجمال ...من تلك أهي صديقتك التي تحبها إن المنزل يطفح من صورها ..."
صرخ مشمئزاً " أجننتي ؟!! .. إنها ..."
"ماذا ...ماذا إنها ماذا ؟!!..." قالت بفضول تقاطعه .
"لا شأن لكِ والآن تلك الحجرة ستشغليها ..." إقترب منها وقال من بين أسنانه "الليلة فقط أفهمتي "
تراجعت للخلف ثم قالت "حسنا ...ولكن أخبرني أرجوك من هذه ؟"
"وهل هذا يهمكِ كثيراً .."
تحولت ملامحها المرحه فجأة إلى ملامح جادة وقالت "إن وجهها يبدو مألوفا لي لدرجة كبيرة ...لقد رأيتها سابقاً"
"حمقاء بالطبع ستريها فهي ممثلة مشهورة في عالم الترفيه ... "
"إنك أنت الأحمق ... فلا لم أهتم قط بعالم الفن ..فكيف سأراها ؟"
"لا أعلم ولكن ليرتاح قلبك إن تلك الفتاة أختي الكبرى وهي صاحبة هذا المنزل وأنا أقيم عندها مؤقتا وقريبا سيكون دائما "
"قريبا..ثم دائما ماذا تقصد ها؟"
"إنك حقا فضولية ...يا فتاة ستنامين في تلك الغرفة إنها لأختي فلا تلمسين شيئا ..."
"ولكن لما تناديني بالفتاة؟"
"ليس هذا بسؤال حتى لأنني بالطبع لا أعرف إسمكِ "
"آآهـ هذا صحيح فأنا لم أخبرك به ...أدعى جيون ..وأنت "
"أنا ...تيكيون ..."
"وأختك ...؟.." لم تكمل سؤالها حتى رأت تلك الفتاة التي تعلقت على الحائط صورها تقف أمامها حقيقةً فقال بسعادة " أعتقد بأنها هي ستعرفكِ بنفسها .."
صمت حلى على المكان وتلك الفتاة لا تفعل شئ سوا التحديق في وجه جيون بتمعن شديد ومن دون سابق إنذار قالت مستفهمة "جيونا ...؟!!"


من هي تلك الفتاة ؟ 
وماذا سينتظر جيونا من أحداث؟

أنتظر ردودكم المشجعه 



هناك 8 تعليقات:

  1. كملي بسررررررررررررررعه تحممممممممممممست رواياتك رائعه

    ردحذف
  2. وااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااوو مره روووووعه


    أنتظر البارتات القآدمه ^____~

    Xoxo

    ردحذف
  3. رروووعة البااارت
    لا يكون لا يكون هياااا نفسهااا حبيبة اخوهااا ؟؟؟؟
    وشو الي استوى بينهم ؟؟

    وهالشخصية اليديدة تيكيون شو بيكون دوره في حيااة جيوناا ؟؟

    ودي اشوف ردة فعل نيكون يوم يكتشف انها هربت ؟؟ وكيف بتتطور علاقتهم خاصة انه عرف انها الفتااة ذو الشفاه بلون الكرز

    واخوهاا الي يرفع الضغط
    اظن هربهاا مب في محله بس احس احسن شيء سوته يمكن الحين اخوهاا ينش من الي يسويه

    .. ؟؟
    انتظر بفارغ الصبر باقي البارتات

    ردحذف
  4. huda al-assiry

    ^^ هلا بك معاي إن شاء الله قريب
    التكملة دمتي بود ^^

    ردحذف
  5. reemoo mohammed

    الأروع حضورك
    إن شاء الله ولكن كوني بالقرب
    دمتي بخير

    ردحذف
  6. miaka2030
    ماشاء الله عليكي دايم تصيبي بتخميناتك
    معاي على الطريق ^^
    ...........
    رائع حضورك ومتألق كالعادة غاليتي تيكيون هل بيكون مجرد شخص مر بحياة جيونا أو راح يترك فيها بصمته ؟..
    ونيكون وجو وون أكيد بتكون صدمه لهم بس ايش راح يسوا والطفله الي كانت حولينهم لمدة 12 سنه إختفت ؟...
    إن شاء الله الفصل القادم قريبا
    فلا تغيبي ^^

    ردحذف
  7. روايتك مره حلوه واسسلوبك جميل ماشاء الله
    استمممري ياعسسل ولا تتاخرين بالبارت السادس ^.^"

    ردحذف
  8. تسلمين لي غلاتي
    هلابك دوم معاي
    إن شاء الله قريب

    ردحذف