الاثنين، 10 سبتمبر 2012

روآيــــة شفـــاهـ بـــلون الكرز الفصل الثالث

























البآرت الثالث :~ 

(الساعة الآن الثانية مساءاً )... بكل بهاء وصوتٍ مسموع غرد هاتفها في أذنيها ينذرها بحلول موعدها الغرامي الأول مع حبيبها نيكون وإن كان يفصلها عنه المسافات والمسافات فهذا لا يهم حتى وإن لم تسمع صوته أو تراه يقف أمامها كل ذالك لا يمنعها من أن تستمتع بالتحدث معه ...
يدان ترتعشان وهي تنقل بحذرٍ شديد حروف البريد الإلكتروني تدخله إلى برنامج الدردشة خاصتها فهي لا ترغب بأن تخطئ ...
"أجل ...ها ...أجل ...أجل ...والآن جيونا لننطلق " رددت تلك الكلمات بصوت خفيض وهي تراجع ما كتبته يداها من حروف إنجليزية تلك اللغة التي تعجز أن تفك خطها رغم عشقها الشديد لها ولكن ماذا تفعل إذ أن الفرصه لم تسمح لها أن تركز على دراستها ...ولكن هذا لا يهم الآن كل ما يهمها أنها الآن وبنقرة زرٍ واحدة ستنتقل إلى عالمها الخيالي أو نقول نصف واقع والآخر خيالي فهي ستتبادل أطراف الحديث معه على الأقل ...
لا حواجز تحتاج أن تتخطاها ولا أخيها يقف أمامها فيمنعها ...
مضت الدقيقة الأولى بعد الساعة الثانية مساءاً كأنها ساعة وهي تنتظر بحرارة دخول نيكون ...
"لما لا يدخل ...أحدث له شئ ...الساعة الآن الثانية وخمسة عشرة دقيقة ..."
تفحصت ملياً رسالته تتأكد من الموعد الذي حدده بينهما فرأت بأنه حقاً الثانية ..أخذها بحر الشك والقلق إلى أعماقه والظلام لفها من كل ناحية رغم أن ظلام الغرفة كان أشد فلا يضيئها سوا نور جهازها المحمول إلا أنها لا تبالي لتلك الظلمة فظلمة قلبها كانت أشد ...وضعت إبهامها بين أسنانها الأمامية تعض عليه إلا أن حل الفرج أخيراً لذالك الإبهام أن يحرر عندما رأت إسم نيكون في صندوق دردشتها قد أضاء بالأخضر ليضيء معه حياتها بالسعادة المرسومة على شفتيها ...
"أأنتظر ...ليتحدث هو أولا أو أبدأ أنا بالحديث ؟..." قالت لنفسها تلك الكلمات تصبرها إلا أن تلك النفس خانتها فحركت أصابعها لتكتب له "إنها أنا فتاة صاحبة الشفاه بلون الكرز "
"....؟!!" وضع تلك النقاط وعلامتي التعجب والإستفهام جواباً على ما كتبته ...
ماذا قصد بذالك ؟... ألم يعرفني ؟!! ..
هل أخطأت بالعنوان ؟! ...لا ها هو إسمه قد كتب بجانب عنوانه البريدي .. ما من خطأ بذالك إذا ماذا يقصد بتلك النقاط ..
"....؟!!" ردت له ما أرسله وبطريقة لم تتوقعها من نفسها أن ترد عليه تساؤله بذات التساؤل ...
إخترق صمته أخيرا عندما قال "إذا أنتي المعجبة السرية ؟.."
"ربما...أجل " قالت متردده ذالك
"ربما؟..ماذا تعنين بذالك أتقصدين بأنك لم تصلي على درجة الحب... مجرد معجبة أليس كذالك؟"
"لا بل أحبك وأنا أكيدة من ذالك..."
"وماذا تعرفين عني ؟..."
"كل شئ ..."
"كل شئ!!؟... إن هذا لشئ عجيب فأنا لست مشهورا أو ما شابه لأنال مثل هذا الحب الخفي ... ولكنني أعتقد بأنكِ إحدى صديقاتي بالجامعة وترغبين باللعب قليلا معي هل هذا صحيح"
لو قلت له بأن هذا خاطئ فربما سيعرفني ..إذا سأقول بأنني فتاة من الجامعة ..
" نصفه صحيح ... فلتحزر مجدداً " قالت ذالك بإبتسامة ماكرة رسمت على وجهها مستمتعة بتلك الفكرة التي حلقت برأسها لو أنها لم تعش تلك السنتان في الظلام لكانت الآن حقاً بالجامعة معه وكان حلمها سيصبح حقيقة ... وما كانت تأخرت في دخول الجامعة ولم تبقى حتى الآن برداء الثانوية هذا تنهدت بحسرة وهي تتمتم " لننسى الأوقات المحزنه جيون ولنفكر بالمستقبل .. لم يفتني شئ .."
"نصفه صحيح ...؟" أعاد نيكون ما كتبته جيون مستفهما ً ثم أكمل " أتقصدين بأنكِ فتاة معي بالجامعة أليس كذالك ؟ "
"أجل .." لم تستطع أن تكمل فاكتفت بالصمت لأن قلبها بدأ يعتصر بداخلها كيف وصل بها الحال بأن تكذب عليه هكذا ...
"حقاً ...إذا هل سبق وأن رأيتكِ...؟"
"أجل ..."
"أمممممممم ...لقد زاد إشتياقي الآن أكثر لمعرفتكِ...لكن لن أخفيكِ القول فقلبي معلقاً بفتاة صعب المنال إليها ...فهي كالحلم بالنسبة لي ..."
" وهل هي بالجامعة معك..؟"
صمت قليلا ثم قال" لست أحبذ فكرة أن تتغير دفة الحديث بيننا بالتحدث عنها ...أرغب بأن أنساها حقاً ..."
"جيونا ....جيونا ....أما تزالين نائمة حتى الآن يا كسول هيا إنهضي ..ولحقي بي للساحة الخلفية من المنزل ..."
سمعت تلك الطرقات تبعها صوت أخيها جو وون المتدمر على باب حجرتها لتكتفي بالصمت ..
كتبت مسرعة لنيكون "سأخرج الآن ...لنا لقاء آخر وداعا"
"حسنا ...إلى اللقاء ...فتاة الكرز.."
"إسمي ألا تريد معرفته؟!!!"
تبسم بالخفاء فقال "فتاة الكرز يكفيني ...ولكن لا أمانع بمعرفة إسمكِ "
أرسلت له بعض الأوجه الضاحكة ثم قالت " لا ...لن أخبرك ..والآن إلى اللقاء "
شعر بمعثر ... ورداء النوم هو ما إرتدته جيونا عندما لحقت بأخيها للساحة الخلفيه من المنزل كما قال لها وبضجر تمتمت تدعي كأنه أيقضها من سبات جميل مكون من أحلام لا ترغب أن تنتهي ولكن داخلها يضحك بسعادة لأنها عاشت ذالك الحلم حقيقة ...
شموع وبعض البالونات الملونة منتشرة هنا وهناك وقبعة بشكل مخروطي من الورق كانت على رأس جو وون وبسعادة ولحن عذب بدأ يغني إحتفالا بيوم ميلاد جيونا العشرون ...
سعادة خالجتها مع تأنيب للضمير فجأة إذ كيف تدعي النوم بينما أخيها يستقبلها بهذا الوجه الباسم صرخت بأعلى صوتها "أوبا...جو وون أوبا ...إنني أحبك كثيرا ...ما كل هذا"
ضحك وهي يجيب " هيا تقدمي لتطفئ الشموع ...ولكن لا تنسين أن تتمنين أمنية ."
أطبقت يداها على بعضهما وهي تتمتم بكلمات لم يسمعها هو بينما الابتسامة ما تزال على وجهه مرسومة ...
"إنتهيتي يا عزيزتي ...هيا أطفئيها "
"واحد ...إثنان ...ثلاثة ..."
صفيق ملئ المكان والضحكات لا تنتهي لهذان الأخوان وبفضول جو وون المعتاد والسؤال الذي يكرره عليها كل عام في نفس هذا اليوم " جيونا ما تمنيتي ؟"
تجاهلته متعمده بسؤالها " جو وون أوبا أين هديتي ...؟"
أدخل يديه بجيبه يخرج ما بداخله وفمه يقول " كنت أنتظر هذا السؤال منذ البداية ...تفضلي هذه هيا هاتي يدكِ"
وضع بيدها قلادة تبرق وتبرق في عينيها ..تكاد تجزم بأنها من الألماس فقالت بنبرة شابتها الريبة "أهي مرصعة بالألماس الحقيقي؟"
قال بسعادة "وكيف أهديكِ شيئاً مزيفا يا عزيزتي بالطبع حقيقية "
قالت بغضب بالكاد أخفته " ومن أين لك بماله ؟.."
"لا شئن لك بذالك ما يهم هو أنكِ حصلتي على عقد جميل ..."
رددت بخيبة أمل من أخيها "أتعلم ما هي أمنيتي ؟"
"ما هي ..."
"أن تقلع عن ..."توقفت كلماتها للحظات ثم عادت بقوة كالبرق "أن تقلع عن الذهاب الملهى الليلي يا أخي ..إنني حقا لا أحب ذالك "
جحظت عيناه وفتحت على مصراعيها فهذا آخر ما توقع أن تعلم عنه أخته ليصرخ بصوت هز أركان المكان من حوله "ومنذ متى وأنتي تعلمين ...وهل أخبركِ بذالك نيكون ...إنه حقاً شخص بغيض لقد حذرته مراراً بعدم التحدث ..."
" أصمت ...جو وون أوبا ..لتصمت الآن ..لا أريد أن أسمع المزيد منك ..ماذا تعتقدني فتاة بعمر العاشرة ..إنني الآن أحتفل بعامي العشرون أتفهم ذالك لم أعد صغيرة ...كما إنني أعرفك جيدا يا أخي فمذ أن هجرت كيوري أوني وأنا على يقين بأن شئ ما دخل إلى حياتكِ ..لست صغيرة ...لست صغيرة " صرخت جملتها الأخيرة والدموع تذرف من عينيها اللامعة ...
قال بغضب ونار تكاد تحرق جيون "إذا تلك الفتاة كيوري هيا من أخبرتك..."
طأطأت رأسها ثم تمتمت "لست صغيرة "
حل مساء ذالك اليوم كأن صباحه عام كامل والأخوان لا يكلم بعضهم بعضا ...
سرير كبير بأغطية بيضاء ناعمة حريرية هناك تمددت جيون بحيث دارت جسدها النحيل عن أنظار أخيها الواقف بفم الباب تسمع خطوات قدمه تتوجه نحوها وبهدوء أدخل يده من تحت الغطاء وجعلها تستريح على رأسها وهي تربت على شعرها برفق وحنان شعرت بحزن شديد يخالج قلبها ويقطعه أجزاء متعدده لم تشعر بمثل هذا الشعور أبدا تجاه أخيها المهمل حاولت أن تتمالك شهقاتها وهي تقول "جو وون أوبا إنني آسفه .."
صوت كالحرير ينساب إلى أذنها يواسي حزنها "ومن قال بأنني جو وون ذاك المغفل ؟"
رفعت الغطاء بسرعة وارتمت بحضن من عشقت رائحته حتى الثمالة وبصوت مخنوق تقتله العبرة
"إنني ..إنني ..نيكون أوبا إنني لا أعلم ماذا أفعل ..لقد دمرت أخي جو وون ..لقد دمرته رجولته "
تبسم لها وهو يواسيها ببلسمه "وهل ذالك يهم ...جيونا يا صغيرتي إنني هنا معك دوما وسأكون كذالك "
دخلت إلى حضنه بقوة أكبر ترغب بأن تشعر بدفئه أكثر ليكون بدوره أن طوقها ليجعلها كجزء من جسده وعينيه بالخفاء تقطر دماً بدل الماء ...ولسانه يردد
"أنا سأحميكِ ...أنتي لي .."




هناك تعليقان (2):

  1. يووووه مره أليييييم هالبارت :-)


    جآري قرآءة الرآبع ^___^

    ردحذف
  2. ^^
    هلا بكـ غلاتي
    نورتيني وقرآءة ممتعه

    ردحذف